مصر تقود التحول الرقمي: 76.3% شمول مالي و2.4 تريليون جنيه عبر “إنستاباي” في طفرة تاريخية للمدفوعات اللحظية
محافظ المركزي: تنفيذ 1.1 مليار معاملة لحظية بـ2.4 تريليون جنيه عبر شبكة المدفوعات اللحظية
43.5 مليون بطاقة “ميزة” في السوق المصري بنهاية يونيو 2025
55.5 مليون محفظة إلكترونية نفذت 1.4 مليار معاملة بقيمة 1.8 تريليون جنيه
معاملات Apple Pay تتجاوز 40 مليون معاملة بقيمة 32 مليار جنيه خلال 6 أشهر
إنستاباي يصل إلى 16 مليون مستخدم.. والتحويلات اللحظية تقفز لمستويات تاريخية
الشمول المالي يقفز إلى 76.3% في يونيو 2025 مقابل 27.4% فقط في 2016
أكد حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي، في الكلمة التي ألقاها نيابةً عنه محمد عامر القائم بأعمال وكيل المحافظ لقطاع العمليات المصرفية ونظم الدفع، أن مصر تمضي بثبات نحو بناء اقتصاد رقمي متكامل، يقوده قطاع مصرفي حديث يعتمد على التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة الخدمات وتحقيق الشمول المالي. وأوضح أن التحول الرقمي أصبح ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي، في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم في قطاع المدفوعات والخدمات المالية.
واضاف، خلال افتتاح الدورة الثانية عشرة من المؤتمر والمعرض الدولي للمدفوعات الرقمية والشمول المالي والبنوك الرقمية “PAFIX”، حيث استعرض البنك المركزي حجم التطور الكبير في البنية المالية الرقمية خلال السنوات الأخيرة. وأشار إلى أن الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهاتف المحمول جذبت نحو 18 مليون مستخدم نفذوا 114 مليون معاملة بقيمة 11.7 تريليون جنيه بنهاية عام 2024، ما يعكس التحول الواسع نحو القنوات الرقمية. كما بلغ عدد بطاقات “ميزة” الوطنية نحو 43.5 مليون بطاقة حتى يونيو 2025، لتصبح إحدى أكبر أدوات الدفع انتشارًا في السوق المصري.
وأشار المحافظ إلى التوسع التاريخي في شبكة المدفوعات اللحظية وتطبيق “إنستاباي”، والتي وصلت إلى 16 مليون مستخدم، مع تنفيذ نحو 1.1 مليار معاملة بقيمة تجاوزت 2.4 تريليون جنيه، بما يؤكد نجاح التحول نحو المدفوعات الفورية. كما تجاوز عدد المحافظ الإلكترونية 55.5 مليون محفظة عبر “ميزة ديچيتال”، منفذةً نحو 1.4 مليار معاملة بإجمالي 1.8 تريليون جنيه حتى منتصف عام 2025.
وفي إطار تعزيز المدفوعات اللاتلامسية، لفت المحافظ إلى نجاح إطلاق خدمات Apple Pay في ديسمبر 2024، والتي نفذت أكثر من 40 مليون معاملة بقيمة تجاوزت 32 مليار جنيه خلال ستة أشهر فقط، مع الاستعداد لاستكمال تفعيل خدمات ترميز البطاقات على أنظمة Android لتوسيع نطاق المدفوعات اللاتلامسية داخل السوق المصري.
وأوضح عبدالله أن البنك المركزي يقترب من الانتهاء من تنفيذ نظام التعرف على هوية العملاء إلكترونيًا eKYC، الذي يمثل نقلة نوعية في إتاحة الخدمات المصرفية دون الحاجة لزيارة الفروع، ويمهد لبناء هوية مالية رقمية وطنية متكاملة. وأكد أن التكنولوجيا المالية أصبحت المحرك الرئيسي لتطور القطاع المصرفي، وأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستلعب دورًا محوريًا في تحسين جودة الخدمات وضمان استقرار النظام المالي.
وفي هذا السياق، نجح البنك المركزي في تطوير نموذج للتقييم الائتماني السلوكي بالتعاون مع شركة I-Score باستخدام البيانات البديلة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في توسيع قاعدة المستفيدين من التمويل وتعزيز الشمول المالي. كما يعمل البنك على تطوير منظومة التكنولوجيا الإشرافية (SupTech) اعتمادًا على التحليل المتقدم للبيانات للارتقاء بكفاءة الرقابة المصرفية واتخاذ القرار في الوقت الفعلي.
وأشار المحافظ إلى أن العنصر البشري يظل الركيزة الأساسية لنجاح القطاع المصرفي، ولذلك أطلق البنك عدة مبادرات استراتيجية لتطوير الكفاءات، من بينها مبادرة FinYology التي شارك فيها أكثر من 30 جامعة وأسفرت عن تنفيذ 900 مشروع ابتكاري بمشاركة 19 ألف طالب، بالإضافة إلى Digital Academy كأول أكاديمية رقمية متخصصة لتأهيل العاملين بالقطاع المالي على أحدث تطبيقات التكنولوجيا المصرفية. كما أطلق البنك برنامج البكالوريوس في العلوم المصرفية الذي يبدأ تدريسه لأول مرة في عدد من كليات التجارة خلال العام الدراسي 2025/2026.
وفيما يتعلق بدعم ريادة الأعمال، أشار المحافظ إلى تأسيس صندوق Nclude لتمويل الشركات الناشئة في التكنولوجيا المالية، إلى جانب استمرار مبادرة “رواد النيل” التي تقدم دعمًا فنيًا واستشاريًا للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في مختلف المحافظات.
واختتم عبدالله بالتأكيد على أن جهود البنك المركزي أسهمت في تحقيق طفرة غير مسبوقة في معدلات الشمول المالي، التي ارتفعت إلى 76.3% في يونيو 2025 مقارنة بـ27.4% فقط في عام 2016، بمعدل نمو يتجاوز 214%، إضافة إلى نمو محافظ تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 395% خلال الفترة نفسها، ما يضع مصر في مكانة متقدمة ضمن الدول الأكثر تطورًا في البنية المالية الرقمية.
