257 ألف فدان حصيلة المرحلة الثالثة: مصر تُطلق حملة لتعزيز الصرف الزراعي المغطى بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وKFW

257 ألف فدان ضمن البرنامج القومى الثالث
نظمت الهيئة المصرية العامة لمشروعات الصرف التابعة لوزارة الرى اليوم الأربعاء حملة “التواصل لمشروعات البرنامج القومي الثالث للصرف في إطار النهج القطاعي المتكامل – الجايسا (JISA)” بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبنك التعمير الألماني (KFW).
جاءت هذه الفعالية، التي أقيمت في إقليم صرف شرق الدلتا بحضور قيادات هيئة الصرف، ضمن سلسلة من حملات التوعية الموجهة للمزارعين، لتسليط الضوء على الأهمية الحيوية لمشروعات الصرف الزراعي، و ضمانًا لاستدامة المشروعات وتحقيق أقصى استفادة منها.
الاستراتيجية القومية للتطوير البيئي والاقتصادي
و تنفذ هيئة الصرف استراتيجية متكاملة تهدف إلى توسيع وتحديث شبكات الصرف الزراعي المغطى في كافة أنحاء الجمهورية، بما في ذلك الوجهين البحري والقبلي ومناطق الاستصلاح، بتمويل يجمع بين الموارد المحلية والقروض والمنح الأجنبية.
أكد سعيد مخيمر، نائب رئيس الهيئة للوجه البحري، على الدور الحاسم لهذه المشروعات في حماية البيئة الزراعية؛ التى تمنع تملح التربة.
وأضاف مخيمر أن البرنامج القومي الثالث للصرف الزراعي يهدف إلى تعظيم العائد الاقتصادي وزيادة دخل المزارعين لضمان الاستدامة مشيرًا إلى أن هناك العديد من الفوائد لمشروعات الصرف منها صرف المياه الزائدة لمنع تطبيل الأرض واختناق الجذور، وخفض منسوب المياه الأرضية لضمان تهوية التربة، و هذا التحسين في البيئة الأرضية يساهم في زيادة الاستفادة من عمليات التسميد، وتسهيل استخدام الميكنة الزراعية، وغسيل التربة لتقليل ملوحتها، مما يؤدي مباشرة إلى زيادة إنتاجية الأرض ورفع دخل المزارع.
من جانبها أكدت هبة حسين، رئيس الإدارة المركزية للتخطيط والمتابعة بهيئة الصرف، أن الهيئة تنفذ حاليًا المرحلة الثالثة من البرنامج القومي الثالث للصرف الزراعي، والتى تستهدف تأهيل شبكات الصرف المغطى بمساحة 257 ألف فدان بالتعاون مع كل من الاتحاد الأوروبي وبنك التعمير الألماني (KFW)، ضمن خطة الدولة الطموحة لدعم التنمية الزراعية المستدامة وتعظيم العائد الاقتصادي من الأراضي الزراعية.
وأشارت حسين إلى أن البرنامج يهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تسهم في تحسين مستوى معيشة الفلاحين ورفع كفاءة إدارة الموارد المائية.
مخاطر الصرف غير السليم على الإنتاجية الزراعية
و شددت حسين على أن الصرف غير السليم للمياه تمثل خطرًا داهمًا على خصوبة وإنتاجية الأراضي الزراعية في المنطقة، فإلارتفاع المستمر لمنسوب المياه الجوفية قد يؤدي إلى خسائر فادحة في المحاصيل، مما يستدعي ضرورة التعامل الفوري والفعال مع هذه المشكلة للحفاظ على الأصول الزراعية للدولة.
المزايا المتعددة لشبكات الصرف المغطى
وأضافت رئيس الإدارة المركزية للتخطيط بهيئة الصرف أن من بين الأهداف الأساسية للبرنامج زيادة الإنتاجية الزراعية بنسبة تتراوح بين 15 و20% سنويًا في المناطق المستهدفة، إلى جانب إشراك الفلاحين في عمليات التشغيل والصيانة، ما يسهم في تعزيز الاستدامة ورفع كفاءة الخدمات المقدمة لهم، ورفع القيمة الاقتصادية للأراضي الزراعية على المدى الطويل.
فوائد الصرف المغطى: حماية التربة ورفع كفاءة الإنتاج
أوضحت رئيس الإدارة المركزية أن نظام الصرف المغطى يمثل حلاً متكاملاً يوفر فوائد جمة تبدأ من حماية الأصول الزراعية نفسها، فمن الناحية الفنية، يتميز هذا النظام بقدرته على تصريف المياه الزائدة عن حاجة النبات والتربة، وهو ما يمنع ظواهر مثل “تطبيل” الأرض واختناق الجذور.
كما يساهم الصرف المغطى في خفض منسوب المياه الأرضية، مما يضمن تهوية مثلى للتربة ويجنب النباتات الذبول. علاوة على ذلك، يعد النظام أداة أساسية لغسيل التربة وتقليل نسبة ملوحتها، مما يعزز خصوبتها ويؤدي بالتالي إلى زيادة إنتاجية المحاصيل.
المردود الاقتصادي والبيئي لشبكات الصرف المغطى
تتجاوز مزايا الصرف المغطى الجانب الفني للتربة لتشمل مردوداً اقتصادياً وبيئياً ملموساً فمن الناحية الاقتصادية، يؤدي ارتفاع خصوبة وإنتاجية الأرض إلى زيادة مباشرة في دخل المزارع، فضلاً عن المساهمة في زيادة الرقعة الزراعية المستغلة.
كما يسهم النظام في رفع كفاءة العمليات الزراعية من خلال الاستفادة القصوى من عمليات التسميد وتسهيل استخدام الميكنة الزراعية الحديثة أما بيئياً وصحياً، فيلعب الصرف المغطى دوراً حيوياً في تقليل تلوث البيئة وتجنب التعرض للأمراض التي قد تنشأ عن مياه الصرف الحقلي المكشوف، مما يعزز صحة البيئة والمجتمع الزراعي.
من جانبه قال محفوظ شلبى نائب مدير المشروع القومى الثالث للصرف من جانب المكتب الاستشارى، أن مشروعات الصرف الزراعي من الركائز الأساسية لتنمية القطاع الزراعي في مصر، إذ تسهم في الحفاظ على خصوبة التربة وزيادة إنتاجيتها من خلال التخلص من المياه الزائدة والأملاح التي تؤثر سلبًا على نمو المحاصيل.
كما تساعد هذه المشروعات على تحسين خواص التربة الفيزيائية والكيميائية، وتقلل من مخاطر تدهور الأراضي الزراعية ومن ثم فإن الصرف الزراعي يمثل عنصرًا حيويًا لتحقيق الاستدامة الزراعية ورفع كفاءة استخدام الموارد المائية في ظل محدودية المياه.
أضاف أنه في هذا الإطار، يأتي البرنامج القومي الثالث للصرف الذي أطلقته الدولة المصرية كخطوة استراتيجية لاستكمال وتطوير منظومة الصرف الزراعي في مختلف المحافظات حيث يهدف إلى إعادة تأهيل شبكات الصرف القديمة وإنشاء شبكات جديدة في الأراضي المستصلحة حديثًا، بما يضمن تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي والحفاظ على البيئة، كما يركز على إدخال تقنيات حديثة في تصميم وتنفيذ نظم الصرف المغطى، ودعم البنية التحتية للمياه بما يعزز الأمن الغذائي الوطني ويواكب خطط الدولة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة.
من جانبه قال عماد تاوضروس رئيس الإدارة المركزية لإقليم صرف شرق الدلتا أن شبكات الصرف الزراعي من أهم عناصر البنية التحتية التي تضمن استدامة الإنتاج الزراعي وجودته، فهي تعمل على تصريف المياه الزائدة من التربة، مما يمنع تشبعها بالمياه وتدهور خصوبتها، مشيرًا الى أن تراكم المياه في الأراضي الزراعية يؤدي إلى اختناق جذور النباتات وضعف نموها، وقد يتسبب في انتشار الأمراض الفطرية وتملّح التربة، لذا فإن الحفاظ على كفاءة شبكات الصرف يمثل ضرورة لضمان استمرار الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل.
أضاف أنه يجب على المزارعين إدراك أهمية هذه الشبكات ودورهم الحيوي في صيانتها بشكل دوري، مثل تنظيف المصارف من الرواسب والنباتات الطفيلية التي تعيق جريان المياه، ومراقبة الأعطال أو الانسدادات فور حدوثها لأن إهمال هذه الأعمال البسيطة قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في المحصول، وإلى ارتفاع تكاليف إعادة تأهيل الشبكة في المستقبل، مما يؤثر سلباً على دخل المزارع واستقرار النشاط الزراعي في المنطقة.
من جانبه قال محمد إبراهيم رئيس قطاع تطوير الرى أن الاهتمام بشبكات الصرف الزراعي يسهم في حماية الموارد المائية والبيئة المحيطة، ويحافظ على توازن النظام البيئي لذلك، ينبغي أن تتضافر جهود المزارعين مع هيئة الصرف في متابعة وصيانة هذه الشبكات بانتظام، لضمان تحقيق تنمية زراعية مستدامة تدعم الأمن الغذائي وتحافظ على جودة الأراضي للأجيال القادمة.



